برنامج تطوير قيادة المرأة وتمكينها لعملية الديمقراطية

بيان شبكة ’ نساء في ظل قوانين المسلمين’ اثر الهجمات في الولايات المتحدة

تود شبكة ’ نساء في ظل قوانين المسلمين’ بتقديم تعازيها إلى جميع الثكلى, عائلاتهم/ ن والشعب الأمريكي أثر الجرائم التي ارتكبت ضد الأنسانيه في الحادي عشر من أيلول, 2001. نشعر بالأسى خاصة وأن العديد من من يرتبطون معنا عبر الشبكة قد خاضوا تجربة الرعب والدمار الذي ينتج عنها. وكذلك لارتباطنا بالمناصرة مع حلفاء من الحركات النسوية والأشخاص التقدميين في أميركا.



نعلم أن العنف والإرهاب الممارس من قبل الدولة أو غير الدولة هو ظاهره عالمية. نعي بصورة خاصة الخسارة في عدد الأرواح الناتجة عن الإرهاب والحرب, التي ترتكب في العديد من الأحيان باسم الدين أو المعتقد. و نعتبر كل هذا اعتداءا على المبادئ الأساسية لاحترام حياة المدنيين.





الانتقام ليس عدالة:


إننا ننادي الولايات المتحدة وحلفائها أن لا تنتهج انتقام غير مجدي بالقوة العسكرية. يجب على العالم أن يركز اهتمامه على إقامة تحقيق شفافي وجلب مرتكبي الجريمة للقضاء, وفقا لمبادئ القوانين الدولية, ومن خلال إطار ملائم مثل المحكمة الجنائية الدولية.


الإرهاب لا يستأصل بالعنف. العديد من الناس في مجتمعاتنا يشعرون بالحزن نتيجة لهذه الأحداث. لكن هنالك أيضا العديد ممن يحنقهم الفقر والحرمان, عدم العدالة والاستغلال, وكذلك تحنقهم السياسات الداخلية والخارجية المنافقة. كل ذلك بإمكانه إشعال تصرفات متطرفة وعنيفة. لذا فان القضاء على الإرهاب يتطلب معالجة جذور عدم المساواة في العالم.



انتقام مضلل:


تشير تجربة " نساء في ظل قوانين المسلمين" إلى أن الإرهاب باسم الإسلام هو قوى متجاوزة الحدود المحلية. إن الحركات الدينية- السياسية تدعم بعضها البعض عن طريق التمويل, التدريب العسكري, التبادل التعليمي, الانضمام إلى ’مجموعات الضغط’ العالمية, الخ...لكل هذا أثر كبير على المرأة,و يمكن مشاهدته على سبيل المثال من خلال القيود المفروضة للحصول على التعليم, وعلى حرية الحركة, وأيضا التغييرات على قوانين الأسرة التي تشكل انتهاكا لحقوق المرأة القانونية.



وبالرغم من ذلك فان الانتقام الحالي موجهه ضد شخص واحد وبلد واحده. وان كانت الولايات المتحدة تتحدث عن اتخاذ إجراءات ضد " كل من يؤوي الإرهابيين" فيجب عليها أن تأخذ بعين الاعتبار أن الولايات المتحدة وبريطانيا اصبحوا أيضا " الجنة الآمنة" لكل هؤلاء اللذين يمارسون العنف ضد كل من لا يتفق معهم.



على سبيل المثال, أنور هدام, رئيس جبهة الاتقاد الإسلامية الجزائرية, يقوم حاليا بتقديم طلب لجوء سياسي في الولايات المتحدة.وكذلك فان أعداد هائلة من المجموعات الدينية- السياسية المتطرفة تعمل من داخل بريطانيا.


التنظيمات العالمية لحقوق الإنسان قد أساءت استعمال مفاهيم أساسية في حقوق الإنسان, مثل حرية التعبير عن الرأي,على سبيل المثال. الحكومات قد تلاعبت في استعمال هذه المفاهيم. والمجموعات الدينية-السياسية المتطرفة قد استعملتها بشكل انتقائي في خطابها. إن كل هذا قد أتاح فضاءا أمام هذه المجموعات وأعطى مصداقية لأراءها.



كذلك فان المملكة العربية السعودية ظلت الداعم المالي لمدارس المتطرفين في الباكستان. التي يتم فيها تدريب الكثير من مؤيدي الطالبان. من الجدير بالذكر ان بن لادن والطالبان ظهروا في سياق مجابهة الحرب الباردة والفراغ الذي تركه. ان رد الفعل العالمي لا يجب أن يكون متعلقا فقط في المصالح الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة.


نحن قلقات لأنه قد تم استغلال مشاعر الحزن المشروعة كغطاء لزيادة مصروفات الأسلحة العسكرية التي توجه في الأساس ضد المدنيين. ان هذه العمليات العسكرية سوف تزيد معاناة المدنيين في مناطق أخرى. لقد دمرت أفغانستان بعد عشرين سنة من الحروبات, أما "المستهدفين" الأساسيين قد فروا. أكثر من ذلك فان الطالبان وبن لادن ليسوا أفغانستان.


العواقب:


لقد ازداد التعامل مع " الأخر" كشيطان, مسببا هجمات عنيفة ضد أفراد أبرياء. الحديث عن " حملات صليبية" يخدم مصالح مرتكبي الجريمة على حساب حرب عالمية. إن الوضع الحالي قد أظهر للعيان مجموعات ثانوية لم يسمع عنها من قبل. لقد بدأت المحاولات للحد من الحريات المدنية تحت غطاء هذه الأزمة.أن الطروحات البديلة في المناطق التي سوف تتحمل العبء الأكبر لأي عملية عسكرية سوف تتلاشى. وقد يجد الناس نفسهن مجبرون أن يعملوا خيارات لم يشاركوا أساسا في صياغتها. إن أي عملية عسكرية قد تسبب التزعزع لإقليم غير مستقر أصلا. في الأخص فان النساء في البلدان والمجتمعات المسلمة قد يتضررن نتيجة هذه العسكراتية والصدام المحتمل من قبل الحركات الدينية-السياسية.